السلام عليكم ورحمة الله
تحياتي لكل الاعضاء وسلام الله عليكم
اليوم قررت بان اسرد قصه من نسج ذكرياتي
قد يكون بعضها مر وبعضها حلو
وساحرص بعدم ذكر الاسماء كمناطق واشخاص
وهذا افضل ولكن المهم هوى محتوى القصه
ولدت في عام 1984
في احد المخيمات الموجوده في لبنان والتي كانت تمر بها ظروف صعبه الحرب الاهليه
واجتياح اسرائيل
وصبرا وشاتيلا المجزرى المعروفه والشهيره
واصبحت طفل في العاشره من عمري وكبرت معي قصص المجازر والتهجير وماساة اللجوء
وكنت منذ صغري وبداخلي غضب كبير لما عانى شعبي وشعب لبنان من ظلم العدو
وكنت اسمع قصص البطوله في التصدي في تلك الايام للعدو وكم من اشخاص
بقلة عددهم افشلو مخططات العدو في جعل لبنان لبنان اسرائيلي بدل لبنان العربي
وكيف افشلو معاهدة ايار
وكيف اطر اليهود من انسحاب لاغلب الاراضي اللبنانيه
وبقي الجنوب في يد المحتل يعاني
وكبرت وكل يوم اسمع قصه من قصص المقاومه تحكي كيف دكت معسكرات العدو في الجنوب وكيف يتهوى جنودها كورق الشجر في الخريف
كبرت مع قصص الفداء والبطوله داخل الارض المحتله وقصص الشهاده التي تجبر الرجل منا للوقوف ولو دقيقه ليفكر
من انا وماذا افعل
وهل خلقني الله لاجعل من نفسي كحصاله اجمع النقود فقط
كبرت واصبح عمري 16 عشر عاما
مقررا في داخلي بان انتقم من عدوي وعدو الله واقسمت على نفسي بان اجعل حياتي فقط لاخذ تار كل من انظلم من ظلم هذا العدو الظالم
لكل طفل عاش محروما مثلي ولكل طفل قتل بدم بارد فقط لانه كان يحلم بالحريه
ولكل شيخ دمعة عينه لفراقه بيته وارضه ومشهد موت ابنائه امام عينه
16 عشر عاما كانت كافيه لجعلي فدائي
ولكن كنت مفتقر الخبرى والكفائه والتدريب لاحقق حلمي بلانتقام
وخائف لاني صغير في العمر والمعرفه غير واثق بنفسي
ولكن واثق بالغضب الذي يسكن قلبي
التحقت بالمقاومه وفي اول يوم لي اجتمعت مع الكثير الكثير من اشخاص كانو في مثل عمري
او اكبر بقليل
تشجعت وقبل ذلك كنت قد اخفيت خبر انضمامي للمقاومه عن اهلي
لكي لا ازيد همومهم وخوفهم وخاصتا ان لي اخ استشهد داخل الراض المحتله في عمليه استشهاديه
وكانو غير مؤهلين لاستقبال خبر مثل هذا الخبر غير انهم وانا واثق سيكونو فخورين بي كما هم فخورين باخي الشهيد
ولكن تعمدت السريه
اجتمعنا جميعا في معسكر للناشئين في منطقه ما دون ذكر الاسماء وهو تابع للمقاومه ودون ذكر اسماء ايضا
واجتمعنا شكللنا صفوف لنتعرف على قيادينا ومن سوف يتولون تدريبنا
ولنتطلع على البرنامج اليومي وما يحتوي
وقليل من الوقت وكنا جميعنا خائفين انا وكل من كان متطوع نترقب كل من حولنا
ونتامل كل شيئ وجائنا مسؤول وكان كبير في العمر
الصراحه خوفنا زاد لاننا كنا نتوقعين ان يكون شاب في الثلاثين من العمر
قدم الينا وبدا الحديث عن المقاومه وعن عدونا وكلام كثير وكثير وانضم اليه قائد اخر
وكان من نفس العمر
واذ يقول لنا الاول نحن الان قد تعرفنا عليكم اذهبو وادخلو غرفكم واستلمو اغرضكم
وغدا ستتعرفون على قائدكم ومن سيتولى تتدريبكم
فاصابتنا الدهشه فسال احدنا اذا اليس انتم من سيتولون تدريبنا وهو خائف
لان الاثنين الذين كانو يتحدثون يتصفون بوجهم الناشف جدا غير انهم كبار في العمر كما قلت لكم سابقا
فاجاب بكل برود لا نحن فقد مسؤولون عن هذا المعسكر الذي ستقضدون
به اشهركم الاوله وتدريباتكم الاوليه وبعدها تنتقلون لمعسكر اخر ومدربكم ايضا لتنتقلو لمرحله اخرى
وبالفعل تحركنا ودخلنا غرفنا بعد ان استلمنا اغراضنا المخصصه للنوم والاكل والملابس وغيرها
وفي اليوم التالي استيقذنا باكر كما حدد لنا
وخرجنا على صوت استنفار كبير وحركه غريبه
وقدم الينا مسؤول الصف وطلب منا الاستطفاف والتوجه للباحه الرئيسيه
توجهنا جميعنا ووقفنا بصفوف متتاليه وكان جميع المسؤلون على المعسكر بحالة استنفار
كنا قد عرفنا بان المسؤول عن تدريبنا قد وصل وكنا خائفين للغايه
لانه لامر مهم ان تكون مرتاح نفسيا للذي سيواكب مشوارك الجهادي وان يكون متفهم
وكنت انا شخصيا ادعو الله ان لايكون كباقي المسؤلين الذين تعرفنا عليهم في المعسكر
وذا تفتح البوابه الرئيسيه وتدخل منها سيارتين متواضعتين من نوع جيب
وينزل منها مجموعه ترتدي لابس عسكري غير الذي نلبسه فهم كانو يلبسون لباس المارينز وعدتهم جديده وحديثه للغايه
والاهم انهم من جيلنا
سلمو من بعيد على كل المسؤلين في المعسكر ولكن بقي شخص واحد داخل السياره يتحدث عبر جهاز اتصال وكان كل المسؤلين حين يفرغون من السلام على البقيه يتوجهون اليه
وعندما انتهى من الحديث نزل
وتوجه الينا مباشرتا وهو مبتسم ابتسامه لن انساها ابدا
لانها مسحت الخوف من قلوبنا نحن الجدد
وقف امامنا وقال
سلاما عليكم
سلاما يا من صدقتم بما عاهدتم الله
السلام عليكم ورحمة الله
فرد الجميع وانا منهم ونحن مذهولين وعليكم السلام
كان شخص من جيلنا تماما في العمر ذو وقفه عزيزه ممسك بسلاحه مسكة رجوله وعز
وكأنه صديقه المخلص ومونسه في لحظات همه
كان هو معلمي ومعلمنا
كان هو من جعلنا ندرك بان العمر هنا لايقاس
بل ما يقاس هو الايمان بالله والقضيه ووعد الله والله اصدق الواعدين
هو من كان له الفضل على نفسي وباقي المجاهدين
كان اخي ومعلمي وصديقي
وخلفه المبتسم ايضا الشهيد البطل ادخله الله اوسع جناته وجعله يوم القيامه من الشافعين
والى اللقاء في الجزء الثاني باذن الله